توجد العديد من أنواع الطيور التي تهاجر في الشتاء مشكلة ظاهرة طبيعية مدهشة تجذب انتباه العلماء ومحبي الطبيعة على حد سواء، وذلك لما تظهره من قدرة فريدة على التنقل في ظل ظروف مناخية وبيئية متغيرة، في سبيل البحث عن الدفء والطعام في بيئات ملائمة.
تتعدد أنواع الطيور المهاجرة في فصل الشتاء والتي يصل عددها إلى الملايين، بين طيور صغيرة وأخرى كبيرة، لكل منها وجهتها الخاصة، حيث نلاحظ بشكل كبير هجرتها من المناطق الشمالية كآسيا وأوروبا إلى المناطق الجنوبية ذات المناخ الملائم والغذاء الوفير.
لماذا تهاجر الطيور خلال فصل الشتاء؟ ما هي أنواع هذه الطيور؟ ما هي مسارات الهجرة الشهيرة للطيور الشتوية؟ ما هي آلية تكيف الطيور مع تحديات الشتاء؟ ما هي علاقة المناخ بهجرة الطيور؟ هذه التساؤلات وغيرها العديد سنجيب عنها في هذا المقال من teketrek، تابع معنا.
لماذا تهاجر الطيور في فصل الشتاء؟
في البداية لا بد من أن نشير إلى إن الطيور المهاجرة هي الطيور التي تنتقل من مكان إلى آخر خلال أوقات منتظمة وبشكل خاص خلال فصل الشتاء وذلك لعدة أسباب سنذكرها في النقاط التالية:
البحث عن مواطن الطعام، حيث تلجأ بعض أنواع الطيور إلى التوجه نحو المناطق الدافئة التي يتوفر بها الغذاء في فصل الشتاء لأنه مع ازدياد البرد يندر وجود الغذاء نتيجة تناقص الحشرات والنباتات، فمثلاً نلاحظ هذه الهجرة من آسيا وأوربا إلى أفريقيا.
البحث عن أماكن وبيئات ملائمة لتكاثرها، حيث المناخ الملائم والغذاء الكافي، وذلك لضمان استمرار سلالتها والحفاظ عليها من الإنقراض.
التغيرات المناخية التي تلعب دوراً كبيراً في تحديد مسارات الهجرة، فلكل طير مناخ معين ملائم له، فبعض الطيور تتجه نحو المناطق الدافئة والبعض الآخر يتجه نحو مناطق ذات درجات حرارة معتدلة، فمثلاً تهاجر الطيور المائية نحو المناطق الجنوبية عند تجمد الأنهار والبحيرات في موطنها الأصلي.
وجود بعض الحيوانات المفترسة الأمر الذي يدفعها إلى الانتقال نحو مناطق أخرى لتأمين حياتها وحياة صغارها وحماية أعشاشها.
في هذا الإطار لا بد من أن نشير إلى أهمية الهجرة في استدامة الأنواع من خلال المحافظة على التنوع البيولوجي، وذلك عن طريق نقل الجينات، الأمر الذي يعزز التنوع الوراثي ويساعد الأنواع في التكيف مع التغيرات البيئية.
Read more: Pet Care in Winter: Tips to Ensure Your Pet’s Health and Comfort During Cold Weather
أنواع الطيور التي تهاجر في الشتاء:
يوجد العديد من أنواع الطيور المهاجرة خلال فصل الشتاء حيث تشكل حوالي 40% من عدد الطيور في العالم، لذلك سنذكر لكم بعض أنواع هذه الطيور:
الطيور البحرية:
توجد العديد من الطيور البحرية المهاجرة عبر المحيطات أبرزها الخرشنة القطبية والتي تعد من الطيور ذات رحل الهجرة المنتظمة والأطول حول العالم، فهي تسافر في كل عام من القطب الشمالي نحو البحار التي تحيط بالقطب الجنوبي لمسافة يصل طولها إلى 35,450 كم ذهاباً وإياباً، من الجدير بذكره أنها تطير بالانزلاق عبر تيارات الهواء بفضل خفة وزنها وجسمها الصغير، بالإضافة إلى أرجلها القصيرة وأجنحتها الضيقة، بالإضافة إلى الخرشنة القطبية نجد أيضاً طائر النورس الذي يمتلك أرجل سوداء والذي يهاجر كل عام إلى القطب الشمالي.
الطيور الجارحة:
هناك العديد من أنواع الطيور الجارحة التي تسافر خلال فصل الشتاء لعل أبرزها طائر الباز الذي يبدأ موسم هجرته من من آب حتى منتصف تشرين الثاني، وتجدر الإشارة إلى أن بداية موسم هجرته تختلف وفقاً لطول مسافة الرحلة، إلا أنه من أفضل الطيور التي إلى وجهتها في أقرب وقت ممكن، بالإضافة إلى الصقور التي تعد من أقوى الطيور المهاجرة التي تنتقل من مكان إقامتها خلال فصل الشتاء عندما تنخفض درجات الحرارة وعندما يبدأ صغارها في الاعتماد على أنفسهم، ويعظ نظرها الثاقب والقوي من أبرز الأمور التي تساعدها في رحلة هجرتها الطويلة لمسافات تزيد عن آلاف الكيلومترات، إلا أنها تأخذ قسطاً من الراحة عند هجرتها لتستعيد نشاطها وتكمل رحلتها.
الطيور الصغيرة:
عندما تنظر إلى الطيور الصغيرة المهاجرة في فصل الشتاء سترى لوحةً فنية مدهشة من حيث الخفة والقدرة والتنسيق التي تتمتع به، وذلك بحثأً عن المناطق الغنية بالموارد الغذائية، لعل أبرزها الزرازير، هذا الطائر اللطيف الذي يمتلك أجنحة قوية يهاجر ضمن أسراب كبيرة من الأماكن الباردة في آسيا وأوروبا إلى الأماكن الدافئة في الشرق الأوسط وأفريقيا، بالإضافة إلى العصافير التي تتميز بقدرتها الكبيرة على الطيران والاحتفاظ بالطاقة عن طريق تناول الكثير من الطعام قبل الهجرة كي تتمكن من متابعة رحلتها.
الطيور الكبيرة:
يعد طائر الكركي من أبرز الطيور التي تهاجر في الشتاء، يتميز هذا الطائر بحجمه الكبير ولونه الأبيض، يتواجد بكثرة في المستنقعات والأراضي الرطبة، إلا أنه عادة ما يسافر خلال فصل الشتاء إلى شمال وشرق إفريقيا وأجزاء من إيران، بالإضافة إلى البط البري، حيث أن كل منهما يهاجر إلى مسافات طويلة بهدف الحصول على الغذاء والابتعاد عن المناخ القاسي.
Read more: أمراض الأسنان والفم عند القطط
مسارات الهجرة الشهيرة للطيور الشتوية:
في البداية لا بد من أن نشير منطقة البحر الأبيض المتوسط من أبرز العوائق التي تقف في وجه الطيور المهاجرة، فالعديد من الطيور الصغيرة لديها قدرة كافية تساعدها على الاستمرار في الرفرفة فوق البحر الأبيض المتوسط، إلى أن البعض الآخر يتجه نحو أضيق نقطة للعبور فبعضها يذهب نحو الغرب عبر جبل طارق، حيث يكون بعد ساحل أوروبا عن أفريقيا حوالي 25 كم، بالإضافة إلى منطقة الصحراء الكبرى التي تعد أيضاً عقبة في وجه الطيور المهاجرة بسبب قلة الطعام والرياح المعاكسة وغيرها العديد من الظواهر التي تجعل من عبور الطيور المهاجرة عبرها مرتين في العام أمراً مذهلاً.
تجدر الإشارة إلى أنه هناك تأثير البيئي لهذه المسارات على الحياة البرية في المناطق التي تمر بها الطيور، حيث تلعب الطيور دوراً هاماً في نشر البذور وتلقيح النباتات الأمر الذي يؤدي إلى الحفاظ على التنوع النباتي، بالإضافة إلى أنها تشكل أحد أجزاء السلسلة الغذائية من خلال تغذيها على القوارض والحشرات وبالتالي السيطرة على أعدادها والتقليل من استخدام المبيدات الكيميائية.
كيف تتكيف الطيور مع تحديات الشتاء؟
على الرغم من الحجم الصغير لعدد كبير من هذه الكائنات إلا أنها استطاعت تطوير العديد من آليات حماية نفسها من برودة الشتاء والتي سنذكر أبرزها فيما يلي:
تقوم العديد من أنواع الطيور بتحويل أجسامها إلى وضع السبات بهدف الحفاظ على طاقتها.
تشكيل أسراب من شأنها حماية أنفسهم.
تخزين الدهون قبل هجرتها لمنحها الطاقة اللازمة لإكمال الرحلات الطويلة.
تغير الريش، فمن الجدير بذكره أنه مع قدوم فصل الشتاء تنمو للطيور طبقة ريش جديدة تساعدها في الحفاظ على حرارة جسمها.
امتلاك أجنحة مدببة وطويلة تزيد من سرعة الطيران وتقلل من مقاومة الهواء.
تأثير التغيرات المناخية على هجرة الطيور:
تلعب التغيرات المناخية دوراً كبيراً في التأثير على أنماط هجرة الطيور، فمثلاً حدوث الاحتباس الحراري سيؤثر على مسارات الهجرة لدى بعض الطيور، حيث قد يؤدي الأمر إلى تغيير المسار أو تأجيله أو حتى إلغائه بشكل كامل، فمثلاً طائر الكركي الذي يتوجه عادة إلى البرتغال وإسبانيا سيضطر إلى البقاء في ألمانيا حيث يوجد طائر الزرزور، إلا أن هذا الأمر قد يؤدي إلى عواقب وخيمة لأنه لا يستطيع تحمل درجات الحرارة المنخفضة، أي أنها من المحتمل أن تموت.
بالإضافة إلى ما ذكرناه قد تؤثر التغييرات المناخية على موائل الطيور، وذلك عند تغيير أنماط هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة سيقابله تغيير في توفر مصادر الطعام وتعديلات على الغطاء النباتي، الأمر الذي يدفع هذه الطيور إلى تغيير سلوكياتها وتحويل نطاقاتها.
الأسئلة الشائعة
ما هي الطيور التي تهاجر في فصل الشتاء؟
توجد العديد من أنواع الطيور التي تهاجر في الشتاء أبرزها الصقور والنسور والكركي.
من هي الطيور التي تهاجر؟
هي الطيور التي تذهب من مكان إلى آخر خلال أوقات منتظمة ولمسافات طويلة في أغلب الأوقات.
كيف تعرف الطيور المهاجرة طريقها؟
تتمكن الطيور المهاجرة من معرفة طريقها بفضل امتلاكها بروتين حساس للضوء الأزرق يساعدها في تحديد الاتجاه عند هجرتها في الظلام.
كيف تعرف الطيور الوقت المناسب للهجرة؟
من خلال التغير الذي يحدث في طول النهار، لأن ذلك مترافق بتغييرات هرمونية في جسم الطائر.
في ختام حديثنا عن أنواع الطيور التي تهاجر في الشتاء نجد أن عملية هجرة الطيور ليست بالأمر السهل، بل هي رحلة شاقة مليئة بالمخاطر والتحديات أبرزها تلك التحديات المرتبطة بالتغيير المناخي من ارتفاع درجات حرارة وغيرها العديد، حيث تعرفنا على أنماط الهجرة لدى هذه الأنواع ومساراتها، بالإضافة إلى آلية تكيفها مع فصل الشتاء وأبرز التساؤلات المُتداولة حولها.