في عالم الطبيعة المذهل هناك حيوانات لا تتأثر بالبرد، هذه الكائنات التي تشكل مادةً ممتعةً يتناولها بالبحث الكثير من عشاق الحياة البرية، حيث تُعرف هذه الكائنات بقدرتها على تحمل درجات الحرارة شديدة الانخفاض، بفضل ما تملكه من استراتيجيات سلوكية وفسيولوجية تساعدها في ذلك.
تبرز هذه الحيوانات كعنصر رئيسي في مختلف النظم البيئية، فهي تتحكم بأعداد الفرائس وتمنع انتشار الأمراض، وبالتالي تحقق التوازن البيئي، بالإضافة إلى دورها الهام في السلسلة الغذائية، كونها مصدراً غذائياً للعديد من الحيوانات.
ما هي أنواع الحيوانات التي لا تتأثر بالبرد؟ كيف تتكيف هذه الحيوانات مع الانخفاض الشديد في درجات الحرارة؟ ما هي أهميتها في النظام البيئي، تابع معنا السطور التالية لمعرفة الإجابة عن هذه التساؤلات، والاطلاع على أبرز المعلومات.
أنواع الحيوانات التي لا تتأثر بالبرد:
توجد العديد من الحيوانات التي تمتلك قدرة كبيرة تساعدها على التكيف ومواجهة مختلف الظروف المناخية القاسية، أبرزها:
الطيور:
يصنف البطريق ضمن قائمة حيوانات لا تتأثر بالبرد، وتستطيع تحمل درجات الحرارة شديدة الانخفاض، فهو يعيش في المناطق الجنوبية ويتكيف مع البرد الشديد بفضل طبقاته الدهنية وفرائه السميك الذي يساعد بالاحتفاظ في بالحرارة، بالإضافة إلى الخرش وهي أحد الطيور البحرية التي تعتمد في غذائها على اللافقاريات البحرية والأسماك الصغيرة، إذ يساعدها ريشها الكثيف في تنظيم حرارة جسمها.
الثدييات:
يعد الدب القطبي من أشهر الثدييات التي تعيش في القطب الشمالي وتتحمل درجات حرارة شديدة الانخفاض، وذلك بفضل فرائه الكثيف وطبقة الدهون التي يمتلكها تحت جلده والتي تساعده في توفير عزل حراري هام، تمكنه من البقاء في مناطق تنخفض درجة حرارتها إلى ـ 40 درجة مئوية.
الحيوانات الزاحفة:
تعتبر السحالي القطبية من الكائنات التي تتحمل العيش في بيئات باردة، وذلك بفضل الاستراتيجيات التي تملكها، فهي قادرة على تخفيض نشاطها الأيضي، وبالتالي التقليل من حاجتها للدفء والطاقة خلال الأيام شديدة البرودة.
الأسماك:
هناك العديد من الأسماك التي تعيش في أعماق البحار الباردة، والتي تصل درجات الحرارة فيها إلى درجة التجمد، فهي تتحمل ذلك بفضل احتواء دمائها على بروتينات مضادة للتجمد، تقيها من تكوين البلورات الجليدية في أجسامها، مما يساعدها في البقاء ضمن هذه البيئات.
آلية تكيف هذه الحيوانات مع البرد:
عند الحديث عن حيوانات لا تتأثر بالبرد يجب أن نعلم أن ذلك بفضل آليات واستراتيجيات مدهشة تساعدها في الحفاظ على بقائها ضمن هذه البيئات، مثل التكيفات الفسيولوجية، والتي تتجلى في وجود طبقات من الدهون السميكة تحت الجلد تعتبر كعازل حراري يحفظ درجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى الفراء الكثيف الذي تتمتع به بعض الحيوانات، والبروتينات المضادة للتجمد التي تمتلكها الأسماك.
لا يقتصر الأمر على التغيرات الفسيولوجية، بل يتعداها إلى التكيفات السلوكية، كالبطاريق التي تكون مجموعات كبيرة من أجل تشارك الدفء والتقليل من فقدانه، كما نرى الدببة القطبية التي تلجأ إلى حفر جحور للتدفئة أو تسكن في كهوف لتحميها من الرياح، بالإضافة إلى الذئاب التي تصطاد بشكل جماعي لتؤمن غذائها وتنظم طاقتها، أما الراكون هذا الكائن اللطيف يلجأ إلى السبات أو نراه خمولاً ليحافظ على طعامه وطاقته.
https://teketrek.net/en/the-galapagos-penguin/
أمثلة على تكيفات محددة لعدة حيوانات لا تتأثر بالبرد:
كما أشرنا إلى أنه هناك العديد من الحيوانات التي تتكيف مع البرودة الشديدة، لذلك سنذكر لكم أمثلة عن أبرز هذه الحيوانات والطرق التي تعتمدها لتتكيف مع الظروف المناخية القاسية:
الدب القطبي:
يستطيع الدب التكيف مع الظروف المناخية القاسية بفضل امتلاكه طبقة شعر سميكة تتميز بلونها الأبيض ومنها ما هو شفاف يعطس الضوء، مهمة هذه الطبقة توفير الدفء ووقايته من التأثر بالبرد، كما يعد من أساليب تمويه الحيوانات المفترسة، بالإضافة إلى ذلك يمتلك الدب القطبي طبقة دهون تحت الجلد تصل سماكتها إلى 11,4 سم، علاوة على أقدامه الكبيرة التي تمكنه من المشي على الجليد، وحاسة الشم القوية التي تمكنه من شم رائحة الفريسة لمسافة تصل إلى 32 كم، وغيرها من أساليب التكيف الأخرى.
https://teketrek.net/en/indian-runner-ducks/
البطريق:
تعيش البطاريق في أكثر البيئات برودة ألا وهي القارة القطبية الجنوبية، حيث يستطيع تحمل درجة الحرارة التي تصل إلى ـ 40 بفضل الريش السميك والقصير لهذه الحيوانات، حيث تحتوي على مسامات صغيرة تحجز الهواء بإحكام، وتفرز الزيت الذي يعمل على تنظيف أنفسهم من خلال غدة موجودة في بداية منقار البطريق، بالإضافة إلى كونها تشكل طبقة عازلة تقيها من الماء.
أهميتها في النظام البيئي:
وجود حيوانات لا تتأثر بالبرد هو أمر ضروري للحفاظ على النظام البيئي، كونها أحد أهم أجزاء السلسلة الغذائية، فهي تعمل على تنظيم كمية الحيوانات المفترسة، وبالتالي الحفاظ على الموارد الطبيعية من الاستهلاك المتزايد، على سبيل المثال تقوم الدببة القطبية بالتغذي على الفقمة فتنظم بذلك عددها، أما البطاريق وتعتمد في غذائها على الأسماك الصغيرة، الأمر الذي يؤدي إلى توازن النظام البيئي البحري.
لا يقتصر دور الحيوانات التي لا تتأثر بالبرد على التوازن البيئي، بل تحافظ أيضاً على التنوع البيولوجي ضمن البيئات القطبية، فهي تلعب دوراً هاماً في السلسلة الغذائية، كما توفر فرص غذائية وموائل للحيوانات الأخرى، وبالتالي الوصول إلى تكامل النظم البيئية.
في ختام حديثنا عن حيوانات لا تتأثر بالبرد نستنتج مدى ذكاء هذه الكائنات وقدرتها في الحفاظ على بقائها في أصعب الظروف البيئية من خلال اتباع استراتيجيات مذهلة، لذلك لا بد من أن نحافظ عليها ونحميها من التحديات المناخية التي تهدد بقائها، عن طريق الحفاظ على بيئاتها الطبيعية.