تعد الخنازير البرية من أشرس أنواع الخنازير وهي تعيش في الموائل، وفي الغابات الكثيفة، كما تجدها في مناطق جبلية متفرقة وفي الأحراش القريبة من المستنقعات، وتفضل العيش في المناطق الرطبة، والأراضي الزراعية، تفضل أكل الحيوانات الميتة والرخويات، ويساعدها بنائها الجسدي على التأقلم في المناطق الشبه صحراوية، لذا نجدها تتأقلم على كافة المناخات وتعيش في جميع البيئات ولكنه لا يحب البرودة القاسية ولا الحرارة الشديدة، كما أن منخاره الطويل يساعده على إخراج الرخويات من التربة لذا فإن الموطن الرطب والمستنقعات يعد من أحب الأماكن له.
يفضل النوم وأخذ قسطاً من الراحة في المناطق المغطاة بالأعشاب والأوراق، وهذا النوع من الخنازير تتكاثر بكثرة ومشهور عنه إتلاف المحاصيل الزراعية لذا فإن وجوده في المناطق الزراعية يشكل خطراً كبيراً ولهذا بحرص الزراع على تهجيره من الأراضي الزراعية، وإليك في هذا المقال من teketrek، كل ما تحتاج معرفته عن الخنازير البرية.
غذاء الخنازير البرية
الخنازير البرية مثلها مثل أي خنزير آخر يتغذى على ما يجده حوله في البيئة التي يعيش فيها، الخنازير البرية تتغذى على البلوط، والنباتات الدرنية، وثمار السنديان، كما أن بنيته الجسمية وشكل خرطومه الطويل يساعده على التنقيب عن الطعام المخبأ في التربة، حيث يبحث عن الرخويات، والبرمائيات، والمفصليات، كما أنه يتغذى على الحيوانات الميتة والجيفة، وبسبب دناءة ما يأكله فإنه يشكل خطراً جسيماً على التربة والبيئة الزراعية.
كما أن الخنازير البرية إذا لم تجب وجباتها المفضلة تلجأ إلى أكل الزهور والفواكه، وأوراق الشجر، ولحاء الأشجار، وجذور النباتات، وتستخدم أنفها القاسي في التنقيب و البحث عن الطعام والجذور داخل الأرض، وتقوم باصطياد الأرانب والجرذان، هذا يعني أن الخنازير البرية تأكل كل ما تجده أمامها من طعام سواء العشب أو الحشرات أو الحيوانات الميتة.
موطن الخنازير البرية
يعيش الخنزير البري في المناطق الرطبة حيث يفضل هذه المناطق للغاية لأنها بالنسبة له موطن للكثير من الرخويات والديدان التي يحب أكلها، كما أنه يعيش في الأراضي الزراعية قريب من المحاصيل الزراعية حيث أنه يفضل أكل العشب والفواكه والمحاصيل إذا لم يجد أكلته المفضلة، كما ينتشر هذا النوع من الخنازير للعيش في المناطق شبه الصحراوية، وبالرغم من ذلك إلا أنه يكره الحر الشديد ويتجنب المواطن شديدة البرودة.
وينتشر منه الكثير من المجموعات في العديد من الدول العربية والغير عربية مثل دول الجزائر العراق، سوريا، وفلسطين، أرمينيا، تركيا، إيران، النمسا، بلغاريا، الصين، الهند، إندونيسيا، فرنسا، اليابان، هولندا، باكستان، واستراليا، كوريا الشمالية والجنوبية، التشيك، جورجيا، البوسنة والهرسك، ماليزيا، نيبال، بولندا، وغيرها من الدول الأخرى، ويحرص الفلاحون على تهجيرهم من المناطق الزراعية بسبب الحاقهم الضرر بالتربة، وقد انقرض هذا النوع في مصر وليبيا، وايرلندا، النرويج.
https://teketrek.net/angler-fish-the-dark-predator-of-the-deep-sea/
التكاثر لدى الخنازير البرية
يتكاثر الخنزير البري بكثرة حيث قد يبلغ عدد الأجنة في الحمل الواحد حوالي سبعة أجنة وقد يزيد العدد عن ذلك حتى يصل إلى عشرة أجنة، كما أنها من الحيوانات التي تبلغ بسرعة حيث تبلغ الاثنى بعد ولادته بسبعة أشهر بينما يبلغ الذكر بعد الولادة بحوالي 11 شهر، وليس لها موعد محدد أو موسم معين للولادة إذ أنها تتكاثر طوال السنة، والجدير بالذكر أن أيام حملها قليلة حيث تحمل وتلد في خلال 115 إلى 125 يوم.
تعيش الخنازير البرية سنوات كثيرة حيث يصل متوسط عمرها حوالي 15 سنة إذا كانت في الطبيعة بينما يصل عمرها في الأسر حوالي 20 عام، يبلغ وزن الإناث منها حوالي 100 كيلو إلى 130، بينما يبلغ وزن الذكور من 29 إلى 80 كيلو، ويتراوح طوله من 100 إلى 170 سم.
سلوك الخنازير البرية وتأثيرها على البيئة
تعد الخنازير البرية حيوانات نهمة جداً وتتناول كل ما تجده أمامها كما أنها تنشط كثيراً في الليل وتتخذ من النهار مستراحا لها، ويؤثر سلوكها على البيئة والأراضي الزراعية بشكل كبير وهذا يشكل خطورة أيضاً على حياة البشر، وإن زاد عددها كثيراً فإنها تسبب الخراب، مثلما حدث في إيطاليا حيث تسببت في خسائر للقطاع الزراعي تقدر بحوالي 120 مليون يورو.
تقوم الخنازير بمهاجمة المحاصيل الزراعية مثل أشجار الزيتون وحقول الذرة والكروم، كما أنها تقوم بحفر التربة وتأكل البذور، لذا فهي تشكل خطراً جسيماً على المحاصيل ويحرص المزارعون على التخلص منهم فوراً، كما تقوم بإتلاف العديد من المرافق مثل أكل العشب وتدمير الأرض في الحدائق وأماكن لعب الأطفال، وملاعب كرة القدم، والمناطق الرياضية.
https://teketrek.net/georgia-aquarium-the-largest-aquarium-in-the-world-what-does-it-offer-visitors/
حقائق مثيرة عن الخنازير البرية
الخنزير البري كائن غريب وتصرفاته وطريقة غذائه ليست كغيرها من الحيوانات، لذا فإن هناك الكثير من الحقائق التي قد تندهش عند معرفتها عنه ويمكن ذكرها على النحو التالي:
هل تعلم أن الخنزير البري لا يقدر على ابتلاع الطعام الليفي الخشن بل يقوم بمص العصارة الموجودة داخله ثم يبصقه للخارج.
هل تعلم أن أنثى الخنزير قد تلد خمسة مرات في السنة.
هل تعلم أن الخنزير قد يتغذى على البراز الذي يخرج منه.
هل تعلم أن الخنزير البري يكره رائحة شعر الإنسان د، وكرات النفتالين.
يمتلك حاسة سمع قوية تفوق الإنسان بمراحل.
هل تعلم أن الخنزير هو الحيوان الوحيد الذي يستخرج البذرة من التربة وياكلها.
الأسئلة الشائعة حول الخنازير البرية
هل الخنازير البرية خطرة على أستراليا؟
نعم، حيث مع زيادة أعدادها الكبيرة جعلتها تهاجم المحاصيل الزراعية بحثاً على الطعام وهذا أدى إلى حدوث خسائر كبيرة للقطاع الزراعي، وتم إصدار قرار بقتلها.
كيف وصلت الخنازير البرية إلى أستراليا؟
تهاجر الخنازير من بلد إلى أخرى وإذا وجدت بلد تشعر فيها بالأمان وتستطيع الاختفاء فإنها تتخذها وطنها وتتكاثر فيها، وهذا ما حدث في استراليا.
كم عدد الخنازير البرية في أستراليا؟
وصل عدد الخنازير البرية في استراليا حوالي 3 مليون خنزير.
لماذا تشكل الخنازير الوحشية مشكلة في الولايات المتحدة؟
لأن مع تزايد عددها الكبير أصبحت لا تهاب من البشر بل إنها تهاجم الكثير من الأشخاص وأصبحت شرسة للغاية، هذا بالإضافة إلى هجومها على المحاصيل الزراعية والمرافق حيث أحدثت خسائر تقدر بحوالي 270 مليون دولار أمريكي.
لماذا تشكل الخنازير الوحشية مشكلة في أستراليا؟
لأن تكاثرها الكبير أدى إلى تضاعف أعدادها مما جعلها تغزو المناطق الزراعية والمحاصيل وتقوم بتخريبها وإخراج البذور المزروعة.
في الختام، تعد الخنازير البرية من الحيوانات التي تثير الكثير من الاهتمام بفضل قوتها ومرونتها في التكيف مع بيئات متنوعة. على الرغم من أنها قد تشكل تهديدًا للزراعة والنظام البيئي في بعض المناطق، إلا أن لها دورًا بيئيًا في الحفاظ على التوازن الطبيعي من خلال تفاعلها مع البيئة المحيطة. الحفاظ على التنوع البيولوجي يتطلب فهمًا أفضل لهذه الحيوانات، ورصد أعدادها بشكل دوري، بالإضافة إلى إدارة فعّالة للحد من الأضرار التي قد تتسبب بها في بعض الأحيان. يبقى التعامل مع الخنازير البرية تحديًا يتطلب تنسيقًا بين العلماء والمزارعين والجهات المعنية لتحقيق التوازن بين حماية البيئة وتنظيم حياة الإنسان.
