تتأقلم الدببة في الشتاء لتعيش حياتها بحالة سبات بعيداً عن الأجواء الباردة بعد أن قامت بالتكيف سواء من خلال فروها الكثيف الذي يبقيها دافئة أو من خلال طبقات الدهن التي تعمل كحاجز متين يعمل على إبقاء درجة حرارة جسدها ثابتة.
تُعد الدببة واحدة من أكبر وأقوى الثدييات البرية التي تعيش على الكرة الأرضية، تتميز بحضورها المهيب وتكيفها المذهل مع البيئات التي تعيش فيها، حيث يواجه هذا النوع في فصل الشتاء ظروفاً قاسية من انخفاض لدرجات الحرارة أو النقص في مصادر الغذاء.
لذلك تلجأ الدببة إلى السبات كاستراتيجية أساسية للبقاء على قيد الحياة، خلال هذه الفترة، تنخفض وظائفها الجسدية وتقل حركتها بشكل كبير، مما يسمح لها بالحفاظ على الطاقة وتفادي ظروف الطقس الصعبة، ومن هنا سنبدأ رحلتنا البرية في عالم الدببة لنتعرف على طريقة حياتها خلال فصل الشتاء البارد، شارك معنا في هذه الرحلة وتعرف على أسلوب كائن من الكائنات البرية التي تواجه فصل الشتاء البارد.
استعداد الدببة للشتاء:
تتمثل استعدادات الدببة للشتاء من خلال استثمارها للظروف الجوية المناسبة في البحث عن مصادر غذاء لتخزينها على شكل دهون تحت جلدها، إضافة لبناء جحر أو مأوى يحميها من الظروف الجوية القاسية خلال فصل الشتاء، لذلك سنقدم شرح مبسط عن هذين الحالتين كما يلي:
تخزين الدهون: تبدأ الدببة خلال فصل الخريف في استهلاك كميات كبيرة من الطعام بغية الاستعداد لمرحلة السبات الشتوي، تسمى هذه العملية بالانغماس الخريفي، حيث تتغذى الدببة على مختلف أنواع الأطعمة المتاحة، بما في ذلك التوت، الأسماك، اللحوم، والنباتات، لزيادة كمية الدهون في أجسامها، حيث تعد هذه الدهون المخزنة المصدر الرئيسي للطاقة خلال أشهر السبات، حيث تعتمد الدببة على هذه الدهون لتلبية احتياجاتها من الطاقة والبقاء على قيد الحياة دون الحاجة إلى البحث عن الطعام.
البحث عن مأوى: تقوم الدببة في البحث عن مواقع مناسبة لبناء أعشاشها أو جحورها قبل بداية فصل الشتاء، حيث تتمثل تلك الجحور بالكهوف أو الحفر تحت جذوع الأشجار أو في الأرض، تعمل الدببة على تجهيز تلك الأماكن بعناية لتكون دافئة و تحميها من البرد القارس، من خلال استخدامها مواد نباتية مثل الأوراق والعشب لبناء الأعشاش داخل الجحور وهذا مايوفر لها عزل إضافي ضد البرد القارس وبالتالي ضمان بقاء الدببة في سبات هادئ وآمن حتى نهاية الشتاء البارد.
https://teketrek.net/en/characteristics-and-features-of-the-manta-ray-and-interesting-facts-about-it/
كيف تعيش الدببة أثناء السبات؟
تقوم الدببة عند دخول فصل الشتاء الذي يتميز بالأحوال الجوية القاسية من هواء وبرد وغير ذلك إلى اللجوء إلى مرحلة السبات الشتوي بعد تحضيرات أهمها تحضير مكان مناسب لقضاء طيلة مرحلة السبات، مع تخزين كميات كبيرة من الدهون تحت جلدها ستكون عامل الأمان الغذائي لها خلال تلك المرحلة، كما تتغير بعض الأحوال الحيوية لها والتي تتمثل بمايلي:
تباطؤ العمليات الحيوية: تنخفض العمليات الحيوية في جسم الدببة بشكل كبير أثناء مرحلة السبات، حيث يتباطأ معدل ضربات القلب إلى حوالي 8-10 نبضات في الدقيقة، مقارنةً ب 60-80 نبضة في الدقيقة في الظروف العادية، إضافة لذلك تنخفض درجة حرارة الجسم بضع درجات للحفاظ على الطاقة.
استهلاك الطاقة المخزنة: حيث تعتمد الدببة على الدهون المخزنة في أجسامها لتوفير الطاقة أثناء السبات، حيث تم توفيرها من خلال استهلاك كميات كبيرة من الطعام، تستخدم الدببة هذه الدهون لتلبية احتياجاتها الأساسية من الطاقة دون الحاجة إلى تناول الطعام أو الماء لمدة قد تصل إلى عدة أشهر.
كيف تتجنب الدببة فقدان العضلات؟
تحتفظ الدببة بكتلة عضلاتها أثناء السبات بفضل عملية بيولوجية فريدة والتي تتمثل من خلال أجسامها التي تستفيد من البروتينات المتحللة من الدهون المخزنة لتغذية العضلات والحفاظ على كتلتها، هذا التكيف يساعد الدببة على البقاء قوية وجاهزة للعودة إلى النشاط الكامل بمجرد انتهاء فترة السبات وعودة الظروف البيئية الملائمة.
https://teketrek.net/en/the-honey-bee/
أنواع الدببة وسلوكها الشتوي:
تحتوي مملكة الحيوانات على أنواع عديدة من الدببة، تختلف باللون الذي جاء إليها على حسب البيئة التي تعيش فيها، كما قد تختلف فيما بينها بكيفية تعاملها مع فصل الشتاء، لذلك سنقدم لكم الأن 3 أنواع منها مع شرح بسيط لكيفية تعاملها مع الفصل البارد وذلك كالتالي:
الدببة البنية:
تعيش الدببة البنية في بيئات متنوعة تشمل الغابات الجبلية والتندرا القطبية، تدخل هذه الدببة في سبات عميق داخل جحور أو كهوف خلال فصل الشتاء، حيث تبطئ عملياتها الحيوية بهدف توفير الطاقة، وتعتمد على الدهون المخزنة في أجسامها للبقاء على قيد الحياة خلال هذه الفترة، كما تقوم بالتفاعل قليلاً مع البيئة المحيطة خلال حالات الضرورة القصوى.
الدببة السوداء:
تتكيف الدببة السوداء بشكل مختلف عن الدببة البنية خلال فصل الشتاء، حيث تعيش هذه الدببة في غابات متنوعة ويمكن أن تدخل في سبات أقل عمقاً مقارنة بالدببة البنية، هذا يدل على أن الدببة السوداء قد تستيقظ بشكل دوري خلال فصل الشتاء لتبحث عن الغذاء إذا توافرت الظروف الملائمة لذلك.
الدببة القطبية:
لا تدخل الدببة القطبية في سبات كامل على عكس الدببة البنية والسوداء حيث تعيش الدببة القطبية في مناطق القطب الشمالي والتي تتطلب منها البقاء نشطة للبحث عن الغذاء بشكل مستمر، تتكيف الدببة القطبية مع البرد القارس والصيد في ظروف الجليد، مما يجعلها بحاجة إلى الطاقة المتواصلة للبقاء على قيد الحياة. لذلك، تعتمد الدببة القطبية على تناول الطعام باستمرار بدلاً من الدخول في سبات طويل.
السبات والمخاطر:
تتعرض الدببة خلال مرحلة السبات الشتوي إلى العديد من المخاطر والتهديدات والتي تتمثل بالتهديدات أثناء قضاء مرحلة السبات مثل انهيار الجحور وهو أحد أكبر المخاطر، حيث يمكن أن يؤدي إلى سحق الدببة أو تدمير مأواها، مما يجبرها على الخروج والبحث عن ملجأ جديد في الظروف الجوية القاسية، إضافة إلى ذلك، يمكن أن تتعرض الدببة لهجمات من قبل الحيوانات الأخرى التي قد تحاول اقتحام جحورها أثناء بحثها عن مكان أمن أو طعام.
كما تعتبر التغيرات المناخية وتأثيرها أحد أهم المخاطر والتحديات التي يمكن أن تتعرض لها الدببة خلال قضاء مرحلة السبات الشتوي، حيث من الممكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى فترات سبات أقصر وهذا يعني أن الدببة تحتاج إلى المزيد من الطاقة والغذاء للبقاء على قيد الحياة، كما أن التغيرات في البيئة، مثل قلة الثلوج أو ذوبان الجليد في وقت مبكر، تؤثر على ملجأ الدببة وقدرتها على العثور على مأوى مناسب للسبات وهذا مايجعل الظروف البيئية أقل استقراراً مما يزيد من التحديات التي تواجه الدببة في قدرتها على البقاء على قيد الحياة خلال فترات السبات.
في الختام، تتكيف الدببة في الشتاء لمواجهة الفصل البارد من خلال تخزين الدهون وتقليل العمليات الحيوية وهذا مايعمل على مساعدتها في تجاوز فترات الشتاء الطويلة والقاسية بأقل قدر من الطاقة اللازمة لها للبقاء على قيد الحياة، كما تلعب التغيرات المناخية التحدي الكبير التي تواجهه الدببة والذي يعمل على فقدان الموائل اللازمة لها، لذلك يجب علينا حماية البيئات الطبيعية التي تعتمد عليها هذه الحيوانات لضمان استمرار وجودها في الطبيعة.