الدلافين من الكائنات البحرية التي تعيش في البحار والمحيطات. تُصنف ضمن الثدييات البحرية وتندرج تحت فصيلة الحيتان. تشتهر الدلافين بذكائها وقدرتها على التواصل مع البشر ومع الدلافين الأخرى. لديها أصوات مميزة وحركات آسرة تُعبّر عن مشاعرها. تختلف بيئتها البحرية عن بيئتها الطبيعية للأسماك الأخرى، لا سيما من حيث نمط الحياة والولادة والتفاعل والتنفس. لذلك، يُمكننا استكشاف المزيد حول كيفية تنفس الدلافين تحت الماء وفهم طبيعة بيئتها المائية. إليكم التفاصيل في هذه المقالة من teketrek.
لماذا تحتاج الدلافين إلى الهواء رغم أنها تعيش في الماء
الدلافين من المخلوقات التي تتنفس الهواء رغم أنها تعيش في المياه لعدة أسباب، وأهمها طبيعية تكوينها وسمات جسدها، وتحتاج الدفين إلى الهواء لما يلي:
- يقضي الدلافين حياتهم بأكملها في الماء على الرغم من أنهم ليسوا أسماكًا - بل هم ثدييات ذوات الدم الحار.
- إنهم يمتلكون رئات وليس لديهم خياشيم، لذلك يجب عليهم الصعود إلى السطح للتنفس، لأنهم يحتاجون إلى الأكسجين للبقاء على قيد الحياة.
كيف تعمل رئات الدلافين مقارنةً بالأسماك
تختلف رئة الدولفين عن رئة الأسماك من حيث الوظيفة والتنفس ودخول وخروج الهواء أثناء الجري واللعب والقفز، وتعمل رئة الدلافين كما يلي:
- لا تتنفس الدلافين من الفم مثل البشر بل أنها تتنفس من فتحة النفث، وبهذا يبقى الأكل والتنفس منفصلين تماماً عن الدلافين.
- وبالتالي يمكن للدلافين أن تصطاد فريستها بفمها وابتلاعها دون حدوث أي خطر من دخول الماء إلى رئتيها.
- فهي تقوم بحبس أنفاسها لبضعة دقائق، ولكنها في الغالب تتنفس 5 مرات كل دقيقة.
تربية السلاحف في المنزل: دليل شامل لاختيار الأنواع المناسبة والعناية بها بشكل صحيح
دور فتحة النفث في عملية التنفس عند الدلافين
تمتلك فتحة النفث دوراً عظيماً في عملية التنفس الخاصة بالدلافين لاستمرار حياتهم، ويتمثل الدور الرئيسي لفتحة النفث الخاصة بالدلافين فيما يلي:
- فتحة النفث هي فتحة أنف داخلية في رأس الدولفين، تتكون من فتحة أو فتحتين تقعان أعلى الرأس.
- تتصل الفتحتين برئتي الدلافين مما يسمح باستنشاق الهواء الجوي بسرعة عند صعودها إلى السطح للتنفس.
- وعند الغوص في الماء تغلق الدلافين فتحة النفث بإحكام حتى لا تدخل المياه إلى الرئتين.
هل تستطيع الدلافين النوم تحت الماء دون أن تغرق
تختلف طبيعة الحياة البحرية للدلافين عن غيرها من الأسماك الأخرى في المحيط، لهذا يمكننا التعرف على مدى قدرة الدلافين على النوم تحت الماء دون أن تغرق، وتتمثل تلك القدرة فيما يلي:
- لا يدخل الدولفين في نوم عميق مثل البشر وإلا سيتوقف عن التنفس ويختنق ويغرق ويموت، لهذا لا يسمح للدولفين إلا لنصف دماغه فقط بالنوم في كل مرة.
- بينما يبقى النصف الآخر متيقظاً لكي يستطيع التنفس والتنبؤ بالمخاطر المائية أثناء النوم، ويسمى بالنوم أحادي النصف.
آلية التحكم في التنفس أثناء الغوص والسباحة
تمتلك الدلافين بنية جسدية قوية ومنظمة جعلت لها أسلوباً آليا خاصاً بالتحكم في التنفس أثناء الغوص والسباحة، ويتمثل هذا الأسلوب فيما يلي:
- تتحكم الدلافين في تنفسها أثناء الغوص والسباحة من خلال التنفس خارج الماء والاحتفاظ بالأكسجين في الجسم.
- ثم تغوص الدلافين بعد التنفس مباشرة لتنزل إلى قاع المحيط لبضعة دقائق، ثم تعود مرة أخرى للحصول على الهواء
- وتتحكم الدلافين في التنفس والحركة أثناء الغوص والسباحة بسرعة من خلال آلية استخدام جسدها المرن وزعانفها وذيلها، حيث إنها تتمكن من قوة الدفع والسحب لاختراق المياه للنزول والخروج بسرعة.
الفرق بين تنفس الدلافين والحيتان والكائنات البحرية الأخرى
هناك اختلاف واضح في طريقة تنفس الدلافين والحيتان وجميع الكائنات البحرية الأخرى الموجودة في المحيطات، فكل كائن بحري منهم يمتلك خصائص مع فصيلته تميزه عن غيره من الفصائل الأخرى، ويظهر هذا الفرق فيما يلي:
- الحيتان لديها فتحة نفث واحدة على قمة الرأس تتنفس بها، وتستطيع أن تبقى تحت الماء لمدة ساعة ونصف.
- الدلافين لديها فتحة نفث واحدة على قمة رأسها للتنفس، وتستطيع أن تبقى تحت الماء لفترات قصيرة تصل إلى 10 دقائق.
- الكائنات البحرية الأخرى تتنفس بالخياشيم، وتعيش تحت الماء طوال حياتها مثل الأسماك والقشريات والبرمائيات وغيرها.
دليل التعرف على أخطر العناكب السامة في العالم وأماكن تواجدها
كيف تساعد بنية جسم الدلافين في البقاء لفترات طويلة تحت الماء
لا شك أن بنية جسم الدلافين تساعدها بطريقة فعالة في البقاء لفترة طويلة تحت الماء، حيث يقوم جسم الدلافين بعدة مهام ووظائف، وتتمثل فيما يلي:
- يستطيع الدولفين العادي حبس أنفاسه تحت الماء لمدة 10 دقائق، كما أن هناك دلافين أخرى يمكن أن تبقى تحت الماء لمدة 15 دقيقة.
- ويرجع ذلك إلى أن جسم الدلافين انسيابي، ويعمل على المقاومة أثناء الحركة تحت الماء.
- وبسبب بنية جسم الدلافين فإنها تستطيع اختراق المياه بأقل مقاومة، بسبب الذيل القوي والزعانف المرنة التي تساعد على الدفع بقوة.
تأثير الضغط المائي على تنفس الدلافين أثناء الغوص العميق
يمكننا ذكر مدى تأثير الضغط المائي على تنفس الدلافين أثناء غوصها بعمق في المحيطات والبحار، ويتمثل هذا التأثير فيما يلي:
- لا يمكن للدلافين أن تتنفس الهواء تحت الضغط، بل يتم استنشاقه فقط عند الصعود إلى السطح.
- لأن الحويصلات الهوائية عند ضغط يبلغ 3 ضغط جوي بمعدل 27 متراً ستنهار وتتدمر، وبالتالي سيتم دفع الهواء إلى القصيبات الهوائية، وهي منطقة عدم تبادل الغازات، وسوف يختنق الدولفين بسبب الضغط المائي أثناء الغوص ويموت.
كيف تتكيف الدلافين مع البيئة البحرية للحفاظ على الأكسجين
يمكن للدلافين أن تتكيف بشكل طبيعي وسريع مع البيئة البحرية المحيطة بها للحفاظ على نسبة الأكسجين للتنفس، وتتمثل طريقتها في التكيف فيما يلي:
- التكيفات الفسيولوجية لديهم مثل فتحة النفخ التي تساعدهم على الصعود بسرعة إلى السطح واستنشاق الهواء.
- أثناء النوم، يستريح نصف دماغهم فقط، بينما يبقى النصف الآخر مستيقظًا لإدارة التنفس.
هل يمكن للدلافين أن تختنق تحت الماء؟ أسباب وظروف حدوث ذلك
رغم عيشها في الماء، لا يزال الدلافين عرضة للغرق. إليكم السبب:
- يمكن أن تختنق الدلافين تحت الماء لأنها ثدييات بحرية مصممة للبقاء على قيد الحياة خارج الماء لوقت طويل، فهي تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون تجعلها تطفو على السطح.
- ولكن إذا ظلت الدلافين تحت الماء لفترة طويلة حتما إنها ستصاب بالإرهاق الشديد بسبب نقص الأكسجين من الرئة والجسم.
كيف تتنفس الدلافين أثناء أداء الحركات البهلوانية
تتنفس الدلافين بفعالية حتى أثناء العروض البهلوانية في الماء:
- الدلافين ثدييات بحرية لا تمتلك خياشيم بل رئتين، وتحتاج إلى الصعود باستمرار إلى السطح لتجديد مخزونها من الهواء، وتمتلك فتحات نفث تغلقها أثناء الغوص وتفتحها على السطح فقط لمرور الهواء.
- وبالتالي فعند قيامها بالحركات البهلوانية فوق سطح الماء فإنها تلتقط كمية كبيرة من الهواء داخل رئتيها، لكي تتمكن من عمل الحركات البهلوانية باحترافية ورشاقة دون أن تختنق عند القفز في الماء.
أهمية دراسة تنفس الدلافين في الأبحاث العلمية والطبية
إن البحث في كيفية تنفس الدلافين تحت الماء له قيمة علمية وطبية هائلة:
- تتبادل الدلافين 80% من الهواء في رئتيها مع كل نفس تأخذه، بينما لا يتبادل البشر إلا 17% من الهواء.
- وقد دفع هذا إلى إجراء أبحاث مكثفة لفهم كيفية تخزين الدلافين للأكسجين واستخدامه في دمائها وعضلاتها، مما يمكنها من الغوص لمسافات كبيرة على الرغم من كونها من الثدييات.
الخاتمة
الدلافين من الثدييات البحرية الجميلة، حيث إنها تتميز عن باقي المخلوقات البحرية في قدرتها على استخدام فتحة النفث المتواجدة على قمة رأسها، كما أن طريقة تنفس الدلافين لا تشبه طريقة تنفس الأسماك، لأنها من الثدييات وتعتمد على الأكسجين الذي يمر عبر الرئتين لأنها لا تمتلك خياشيم، كما أنها لابد من أن تخرج إلى سطح الماء حتى تتنفس الهواء، فهي من ذوات الدم الحار التي تحتاج إلى الهواء للتكيف والتأقلم في البيئة البحرية.
