يُعد البطريق الملكي من أجمل الكائنات الموجودة في عالم الطبيعة ويستحق كل الاهتمام والتقدير.
يعتبر البطريق الملك مادةً خصبةً لصناع الأفلام الوثائقية، حيث لاحظنا في السنوات السابقة إنتاج عدد كبير من الأفلام الوثائقية والكرتونية أدت فيها البطاريق دور البطولة، لعل أبرزها فلم The Penguin King، الذي سلط الضوء على دورة حياة البطاريق بأسلوب مشوق.
إذا كنت من عشاق البطاريق دعنا الآن في teketrek ، نستكشف سوياً سحر هذا الكائن المثير ونغوص في بحر جماله وروعته.
التعريف بالبطريق الملكي
بدايةً لا بد من الإشارة إلى أن البطريق الملكي يُطلق عليه بالانجليزية اسم (Royal Penguin)، وهو أحد أنواع البطاريق المتوجة (Eudyptes) التي تنتمي إلى عائلة البطريقيات (Sphenisciformes).
كما يُعرف بالاسم العلمي (Eudyptes Schlegelii).
من الجدير بذكره أن البعض يخلط بينه وبين بطريق المكرونة (makaroni Penguins)، بينما يؤكد العلماء على أن البطريق الملكي نوع فرعي منه.
ينتمي البطريق الملكي إلى شعبة الحبليات، من طائفة الطيور.
مواطن الانتشار عند البطريق الملكي
عندما تبحث عن أماكن تواجد البطاريق سيتجه تفكيرك مباشرةً نحو الأنهار الجليدية وبعض الأماكن في القطب الجنوبي، لكن ماذا لو أخبرناك أن البطريق الملكي يعيش في مناطق مختلفة أيضاً؟
حيث يمكننا إيجاده في شمال القارة القطبية الجنوبية، وفي الجزر التابعة لشبه القارة القطبية الشمالية، كذلك نراه أيضاً في جزر فوكلاند، تييرا ديل فويغو، وغيرها العديد من الجزر التي تتمتع بمناخ معتدل.
تجدر الإشارة إلى أن البطريق الملكي كان يُعرَف سابقاً باسم بطريق بتاجونيا، ولكن مع ذلك لم يعد يوجد هناك أو في أي جزء آخر من أمريكا الجنوبية.
كما كان البطريق الملكي يتكاثر سابقاً على جزيرة ستاتن (جزيرة إيسلاس دي لوس إستادوس)، ولكن تم القضاء على المستعمرة من قبل الفقمات وذلك في القرن التاسع عشر.
ماهي مواصفات البطريق الملكي
يمتلك البطريق الملكي بعض المواصفات الجسدية التي تُكسبه شهرةً إضافية وحضوراً أجمل، وبناءً عليه سنشير فيما يلي إلى تكوينه المثير:
يصل طول البطريق الملك إلى 70 سم وهو يعد من أطول أنواع البطاريق.
يتراوح وزنه بين 4- 6 كيلوغرامات، مع العلم أن وزن الذكور أكثر من وزن الإناث.
يمتلك البطريق الملكي منقار كبير ذو لون برتقالي ووجه أبيض أو رمادي اللون.
يتميز رأس البطريق الملكي بلونه الأسود، ويتميز بوجود قمة طويلة تتكون من ريش أصفر برتقالي يبدأ من الجبهة ويمتد حتى جانبي الرأس وأعلاه.
يغطي ظهر البطريق الملكي وزعانفه ريش أسود ورمادي مع لون فضي خفيف.
لدى البطريق البالغ رقعة برتقالية كثيفة عند الحلق، تتحول إلى الأصفر الباهت أعلى الثدي لتصبح بيضاء عند الظهر.
يتميز البطريق الملكي بمنقاره السفلي الذي يحتوي على شريط أحمر يميل للوردي إلى برتقالي مائل للون الأصفر.
تجدر الإشارة إلى أن بطريق الملك لديه أربع طبقات ريش من أجل الحفاظ على الدفء. نجد أن الطبقة الخارجية منه زيتية ومقاومة للماء تشبه إلى حد ما ريش البط، أما الطبقات الثلاثة الأخرى داخلية تتوضع أسفل الطبقة الريشية وتعتبر مادة عازلة فعالة جداً. من ناحية أخرى يجب العلم أن صغار البطريق الملكي تولد بدون الطبقة الخارجية الزيتية.
الغذاء عند البطريق الملكي
قبل كل شيء لا بد من الإشارة إلى أنه خلال بحث البطريق الملك عن الغذاء يغوص عدة مرات إلى أعماق تفوق 100 متر، وفي كثير من الأحيان قد يصل إلى 200 متر. فهو يتناول الأسماك الصغيرة ويتغذى بشكل أساسي على الحبار والأسماك الفانوسية، بالإضافة إلى الكريل والقشريات الأخرى كسائر الحيوانات المفترسة التي تعيش في المحيط الجنوبي لكن بشكل أقل. عندما يبني البطريق الملكي عشه يضع وسطه حفرة ضمن التربة، وذلك لتخزين النبات والغذاء.
التكاثر عند البطريق الملكي
يعد الصيف الدافئ الموسم الرئيسي لتكاثر بطريق الملك، بسبب درجة الحرارة الملائمة. علاوة على ذلك توفر المزيد من الطعام، حيث تتوجه أنثى البطريق إلى البحر المفتوح لتعود بعد حوالي 21 يوم من أجل الحفاظ على دفء البيض، أما الذكر فيذهب فقط لمدة شهر واحد دون طعام.
يفقس البيض بعد حوالي 54 يوماً، حيث يتولى كلا الوالدين مهمة رعايتهما لمدة تتراوح بين 30 إلى 40 يوم للحفاظ على التدفئة وحمايتها من الحيوانات المفترسة. ثم بعد ذلك تعود الآباء إلى البحر وتتناوب على جلب الطعام إلى الصغار كل يوم، وتجدر الإشارة إلى أن صغار البطريق الملكي تنمو بشكل أسرع في فصل الصيف الحار، أما في فصلي الشتاء والخريف يعود الأبوان إلى البحر من أجل التغذية.
بناءً عليه يمكننا القول أن سلوك التزاوج لدى البطريق الملكي أحادي متسلسل. وفي فترة التكاثر التي تحدث في شهري نوفمبر وديسمبر يتزاوج كل بطريق مع شريك واحد فقط، هذا التكاثر يحدث مرتين كل ثلاث سنوات، كما أنه توجد مستعمرات للتعشيش والتكاثر على مدار العام. وتجدر الإشارة إلى أن البطاريق الصغيرة تستقل عندما يتراوح عمرها بين 14-16 شهراً، وتبلغ مرحلة النضج الجنسي في سن 3-5 سنوات.
عادات مميزة يتبعها البطريق الملكي
يتميز بطريق الملك بوجود بعض العادات والسلوكيات الفريدة التي تجعله استثنائياً ومختلفاً عن غيره من الحيوانات سنذكر أبرزها فيما يلي:
لا يميل البطريق الملكي إلى التسلق، لذلك تقع مستعمراته في مناطق مفتوحة فقيرة بالغطاء النباتي.
يقوم بطريق الملك بالاستحمام في المحيط قبل الرضاعة.
يُعد البطريق الملك من أفضل السباحين في عالم الحيوانات، فهو يستطيع أن يسبح بسرعة تصل إلى 12 كم في الساعة، والغوص إلى عمق 300 متر.
يمكن للبطريق الملك البقاء تحت الماء لمدة 5 دقائق قبل أن يصل إلى السطح، أما في الليل لا يغوص إلى أكثر من 30 متراً.
يمشي بطريق الملك بطريقة متذبذبة أو ينزلق على بطنه فوق سطح الجليد ويدفع نفسه بزعانفه وأقدامه.
يمتلك البطريق الملكي شخصية حميمية ومؤثرة، فهو يُظهر تواصل ومودة قوية بين أفراد المجموعة.
يستخدم البطريق الملكي استراتيجيات ذكية في صيد الأسماك، فهو يلجأ إلى حركات تتسم بالسرعة والإتقان في الصيد والتغذية.
عندما تتكاثر بطاريق الملك على الشاطئ تقف منتصبة للسير على أقدام مكشوفة قوية وكبيرة.
يشير ما ذكرناه في النقاط السابقة أن البطريق الملك ملكٌ بسلوكه اللطيف، وعالماً فريداً يغدو نموذجاً رائعاً للود والتفاني والذكاء.
faqs about the king penguin
يتداول عدد كبير من عشاق البطاريق والباحثين في عالم الحيوانات مجموعة من الأسئلة المتعلقة ببطريق الملك، سنشير فيما يلي إلى أبرزها:
هل يتأثر البطريق الملكي بالتغيرات المناخية؟
نعم، يشكل الإحتباس الحراري خطراً كبيراً عليه، فارتفاع الحرارة يؤدي إلى انخفاض نجاح تكاثر البطريق الملكي. علاوةً على ذلك فهو يؤثر على الأنواع التي يتغذى عليها هذا البطريق.
ما هي أبرز الحقائق التي يتفرد بها البطريق الملكي؟
يتفرد بطريق الملك على غيره من الحيوانات بإطلاقه كميات كبيرة من أكسيد النيتروز الذي يُعرف بغاز الضحك، وذلك عبر برازه.
ما هي أشهر تكاثر البطاريق الملكية؟
يستمر موسم تكاثر البطريق الملكي من شهر سبتمبر إلى فبراير.
كم تبلغ أعداد البطريق الملكي؟
يبلغ عدد البطريق الملكي حوالي 1,600,000 حول العالم.
باختصار، يمثل البطريق الملكي رمزاً للتفاني والتعاون والذكاء في عالم الحيوانات، ذلك بفضل عاداته الفريدة وسلوكياته الرائعة. الأمر الذي يذكرنا دائماً بأهمية العناية بالبيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي في كوكبنا.