أثر تغير المناخ على حياة الحيوانات البرية هي أحد القضايا الجوهرية التي يهتم بها الكثير من المهتمين في عالم الطبيعة والحياة البرية، حيث يشير مصطلح تغير المناخ إلى التغيرات التي تصيب أنماط الطقس العالمية والظواهر المناخية لفترات زمنية طويلة، حيث تتجلى هذه التغيرات في توزيع الأمطار، وحدث العديد من الظواهر المتطرفة كالجفاف والأعاصير والفيضانات.
تنجم التغيرات المناخية عن عوامل متنوعة بما فيها النشاطات البشرية التي تظهر في إزالة الغابات وحرق الوقود الأحفوري، الأمر الذي يزيد من الانبعاثات الغازية الدفيئة، كما يظهر أثر التغير المناخي على الطبيعة في تهديد النظم البيئية والتنوع البيولوجي في مختلف أنحاء العالم، على سبيل المثال: ارتفاع درجات الحرارة من شأنه أن يؤثر على النظم البيئية البحرية والبرية.
يؤثر التغير المناخي أيضاً على الأنظمة المائية والزراعية، الأمر الذي يهدد الأمن المائي والغذائي للمجتمعات البشرية، عزيزي القارئ تابع معنا هذا المقال من teketrek ، لمعرفة أبرز المعلومات المرتبطة بأثر التغيرات المناخية على الموائل والهجرة والأنواع المهددة بالانقراض، مع اقتراح بعض الحلول للحد من تأثيرها، ابقى معنا.
أثر تغير المناخ على حياة الحيوانات البرية
تتعدد التأثيرات الخاصة بتغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة على الحياة البرية، حيث تتطلب استراتيجيات جديدة للتكيف والبقاء على قيد الحياة، انطلاقاً من ذلك سنتعرف فيما يلي على بعض جوانب هذا التأثير على الحيوانات:
- التغيرات في الموائل: كيف يغير ارتفاع درجات الحرارة والمناخ الحياة البرية
- تلعب التغيرات المناخية والارتفاع في درجات الحرارة دوراً بارزاً في التأثير على الموائل الطبيعية للحيوانات، حيث نلاحظ أن النباتات والحيوانات تواجه العديد من التحديات المرتبطة بالظروف الجديدة الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، فيما يلي أبرز هذه التغيرات:
- تغير مواسم الهجرة والتكاثر لدى العديد من الأنواع نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، فمثلاً نلاحظ أن بعض الطيور قد تبدأ هجرتها بوقت مبكر أو متأخر عن المعتاد، الأمر الذي ينعكس سلباً على توفر المواطن والغذاء في المناطق التي يتجهون إليها، مما يؤدي إلى حدوث خلل في دورة الحياة الطبيعية من تكاثر ونمو.
- يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تدهور المواطن الطبيعية كالبحيرات والغابات والشعاب المرجانية، فمثلاً من الممكن أن يحدث ابيضاض في الشعاب المرجانية الذي يؤدي بدوره إلى تدهور النظام البيئي البحري وخسارة الأنواع التي تعتمد عليها.
- تغير توزيع الأنواع، حيث من الممكن أن تتحرك إلى مناطق جديدة ذات ظروف بيئية ملائمة، الأمر الذي يسبب تنافس مع الأنواع المحلية من أجل الحصول على المواطن والموارد الغذائية.
- انتشار الأمراض والطفيليات التي تنجم عن ارتفاع درجات الحرارة من شأنها أن تؤثر على الحياة البرية، فالطفيليات مثل البعوض والقراد تتكاثر عند ازدياد درجات الحرارة، مما يزيد من إصابة النباتات والحيوانات بالأمراض، بالتالي التأثير صحة الأنواع وبقائها.
التأثيرات على الهجرة: كيف تؤثر التغيرات المناخية على مسارات الهجرة لدى الطيور والثدييات
في إطار حديثنا عن أثر تغير المناخ على حياة الحيوانات البرية، لا بد من أن نشير إلى التغييرات المرتبطة بهجرة هذه الكائنات، حيث من الممكن أن تؤدي إلى تبدلات جذرية في أنماط هجرتها التقليدية، حيث يتجلى ذلك فيما يلي:
- تغير توقيت الهجرة، فعند تغير المناخ أو ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، تجد الثدييات والطيور نفسها مُجبرَة على تعديل توقيت هجرتها.
- حدوث تغير في مسافات الهجرة، فقد يحدث أن لا تتوافر في المواطن التقليدية ظروف بيئية مثالية، الأمر الذي يدفع الحيوانات إلى البحث عن مواقع جديدة ملائمة بشكل أكبر، الأمر الذي يعرضها للعديد من المخاطر خلال رحلتها الطويلة.
- تدهور بعض المواطن الطبيعية التي تقصدها العديد من الحيوانات المهاجرة، فمثلاً: عند ذوبان الجليد في المناطق القطبية ستنخفض المواطن المتاحة أمام الثدييات القطبية والطيور البحرية، مما يدفعها للبحث عن مواطن جديدة تلبي احتياجاتها البيئية.
- تؤثر التغيرات المناخية على توفر الموارد الغذائية في مسارات الهجرة، فكما نعلم أن الثدييات والطيور تعتمد في مواطنها التقليدية على موارد غذائية محددة، تغير هذه الموارد يصعب عليها عملية إيجاد غذاء ملائم للتكاثر والبقاء، مما يؤثر صحتها وسلامتها.
https://teketrek.net/en/the-grey-goose/
مخاطر الانقراض: كيفية تأثير تغير المناخ على الأنواع المهددة بالانقراض
يشكل تغير المناخ تهديداً واضحاً على الأنواع المهددة بالانقراض، من حيث التأثير على المواطن الطبيعية الضرورية لبقائها وتكاثرها، فيما يلي سنذكر لكم أبرز جوانب هذا التأثير:
- تدهور المواطن الطبيعية فكما نعلم أن الحيوانات المهددة بالانقراض تعيش ضمن مواطن محددة تحتاج إلى شروط بيئية معينة، حيث من الممكن أن تؤدي التغيرات المناخية إلى زوالها أو تدهورها بسبب تغير نمط هطول الأمطار، ارتفاع درجات الحرارة، حدوث ظواهر جوية قاسية كالجفاف والفيضانات، كل ذلك يقلل من فرص بقاء هذه الأنواع وصعوبة عثورها على المأوى الملائم والمصادر الغذائية اللازمة.
- حدوث تغير في موعد الفصول والأنماط البيولوجية، الأمر الذي يشكل تهديداً على دورة حياة الحيوانات المهددة بالانقراض، فمثلاً التغير الذي يصيب مواسم الهجرة والتكاثر يعيق تكيف هذه الأنواع مع الظروف الجديدة، الأمر الذي يقلل من معدلات التكاثر ويزيد من مخاطر الانقراض.
- انتشار بعض الأنواع الغازية في مناطق جديدة لم تكن مناسبة لها فيما مضى، الأمر الذي قد يدفعها للتنافس مع الأنواع المهددة بالانقراض على المواطن والموارد الغذائية، كل ذلك يزيد من الضغط عليها ويرفع من نسبة خطر انقراضها.
https://teketrek.net/en/information-about-sea-snakes-their-characteristics-and-features/
حلول وتدابير للحد من الأثر: إجراءات حماية يمكن اتخاذها
مواجهة أثر تغير المناخ على حياة الحيوانات البرية هو أمر ضروري يحتاج إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي من شأنها حماية هذه الكائنات، سنذكر لكم فيما يلي أبرز هذه الإجراءات:
- حماية المواطن الطبيعية من خلال إنشاء محمية تحافظ على المواطن الحساسة وتمنع من تعدي البشر عليها، بالإضافة إلى إعادة تشجير المواطن المتدهورة.
- الحد من انبعاثات الكربون بواسطة تبني تقنيات الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، بالإضافة إلى الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، يحتاج هذا التحول نحو الطاقات النظيفة إقرار تشريعات وسياسات حكومية مرتبطة بهذا الأمر.
- تشجيع الزراعة المستدامة للحد من تأثير هذا التغير المناخي على الأراضي الزراعية، وذلك من خلال استخدام تقنيات زراعية مبتكرة مثل الزراعة العضوية والزراعة الدقيقة.
- تعزيز التعاون الدولي وتبني استراتيجيات وسياسات مشتركة من قبل الدول والمنظمات الدولية للحد من تأثير المناخ، بالإضافة إلى دور تبادل المعارف والخبرات في الحفاظ على البيئة.
- تشجيع البحوث العلمية المرتبطة بتأثير المناخ على الحياة البرية، الأمر الذي يقدم رؤية هامة لآلية التكيف مع التغيرات البيئية، بالإضافة إلى تطوير استراتيجيات حماية بالاعتماد على تحليلات مستفيضة وبيانات دقيقة تساعد في الوصول إلى قرارات مستنيرة.
في ختام حديثنا عن أثر تغير المناخ على حياة الحيوانات البرية نجد أنه من الضروري التصدي لهذه التغيرات، وذلك لما لها من تأثير مباشر على النظم البيئية التي يعتمد عليها البشر أيضاً، وذلك باتباع مجموعة من الإجراءات التي من شأنها الحد من تأثير هذه التغيرات المناخية، مع العلم أن تحقيق التوازن بين الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة أمر يتطلب جهود منسقة ومتكاملة بين الأفراد والمؤسسات والحكومات.