عند الحديث عن الطعام الذي تأكله الحيوانات شتاءً سيأتي إلى تفكيرنا التحديات الكبيرة التي تواجهها خلال فصل الشتاء وتحديداً في المناطق شديدة البرودة التي يندر وجود الغذاء فيها، الأمر الذي يتطلب منها إيجاد استراتيجيات تضمن استمرارية بقائها واستمراريتها.
تحتاج الحيوانات البرية خلال فصل الشتاء إلى المزيد من الطاقة التي تحافظ على وظائفها الحيوية وتمنحها المزيد من الدفء، من هنا يتجلى أهمية الغذاء الذي مع فقدانه ستضعف قوة هذه الحيوانات وتصبح أكثر عرضة للمخاطر.
كيف تتأقلم الحيوانات مع الشتاء؟ ما هي أنواع الطعام الذي تأكله الحيوانات في فصل الشتاء؟ ما هي أهمية السبات الشتوي في التقليل من الحاجة إلى الطعام؟ هذه التساؤلات وغيرها العديد سنجيب عنها في هذا المقال، تابع معنا.
تأقلم الحيوانات مع الشتاء:
قبل أن يبدأ فصل الشتاء تحشد مختلف الحيوانات البرية طاقتها للاستعداد له باتباع خلال اتباع العديد من الاستراتيجيات، أبرزها: لجوء العديد من الحيوانات كالدببة إلى تغيير فرائها بشكل يتوافق مع درجات الحرارة المنخفضة، فنلاحظ الفراء السميك الذي يمنحها الدفء اللازم، حيث تجدر الإشارة إلى أن الدببة من الحيوانات التي تدخل في سبات شتوي لتحافظ على طاقتها خلال فصل الشتاء، كما تهاجر العديد من الطيور بحثاً عن أماكن دافئة.
مع ندرة الغذاء نرى العديد من استراتيجيات تخزين الطعام للحفاظ على بقائها، فنرى السناجب تعمل خلال الأيام الدافئة على جمع الطعام المفضل لديها كالبذور والمكسرات ثم إخفائها ضمن تجاويف الأشجار أو في باطن الأرض كموارد غذائية تعتمد عليها في فصل الشتاء، كما تلجأ الحيوانات المفترسة إلى الاعتماد على تقنيات صيد جماعية تساعدها في الانقضاض على فريستها، بالإضافة إلى الغزلان والأرانب التي تغير نظامها الغذائي وتعتمد على مصادر مُتاحة كأغصان الأشجار واللحاء.
أنواع الطعام الذي تأكله الحيوانات شتاءً:
لكل نوع من أنواع الحيوانات نظام غذائي واستراتيجيات غذائية محددة تعتمد عليها في فصل الشتاء، لذلك سنذكر لكم فيما يلي المأكولات التي تعتمد عليها الحيوانات خلال الأيام الباردة:
الحيوانات العاشبة:
تعتمد الحيوانات العاشبة في نظامها الغذائي على تناول النباتات الخضراء التي يقل وجودها خلال الأيام الباردة، فتستعيض عن هذا النقص بتناول النباتات الجافة، البذور، ولحاء الأشجار، كالغزلان التي تعتمد في غذائها على النباتات الجافة والأغصان الصغيرة واللحاء، بالإضافة إلى الأرانب التي تتناول الجذور ولحاء الأشجار والأعشاب الجافة.
الحيوانات اللاحمة:
تعد ندرة الفرائس من أبرز التحديات التي تواجهها الحيوانات اللاحمة في فصل الشتاء، لذلك تقوم بصيد الفرائس النادرة وقد تلجأ إلى استهلاك الجيف أيضاً لتحافظ على بقائها، أبرزها الذئاب التي تصطاد الغزلان والحيوانات الكبيرة، بالإضافة إلى الثعالب التي تنقض على الطيور والقوارض الصغيرة، كما أن كلاهما قد يلجآن إلى استهلاك الجيف عند شح الفرائس.
الحيوانات القارتة:
الحيوانات القارتة هي الحيوانات التي تعتمد في نظامها الغذائي على تناول اللحوم والنباتات، ليمنحها قدرة كبيرة على التأقلم مع الظروف الجوية القاسية، منها الدببة التي ترغب في تناول الجذور والتوت والعديد من النباتات، كما ترغب في تناول لحوم الفرائس التي تصطادها أو تلك التي تجدها ميتة.
https://teketrek.net/en/the-teal-duck/
حيوانات تخزن الطعام لفصل الشتاء:
في إطار حديثنا عن الطعام الذي تأكله الحيوانات شتاءً، لا بد من أن نشير إلى وجود العديد من الكائنات التي تعمل على تخزين طعامها لفصل الشتاء وفق استراتيجيات مذهلة، حيث سنشير إلى أبرز هذه الحيوانات في النقاط التالية:
السناجب التي تقوم بجمع غذائها من بذور ومكسرات خلال الأيام الدافئة، وتخزنه ضمن أماكن متعددة تتذكرها عندما يقل الغذاء في فصل الشتاء.
النمل، هذا الكائن النشيط الذي تراه يعمل في الفصول الدافئة على جمع الغذاء ووضعه ضمن أعشاش تحت الأرض.
بعض الطيور التي تجمع البذور وتخفيها ضمن قشور الأشجار أو المناطق المحيطة بها، وذلك لاستهلاكها في الأوقات التي يندر بها الطعام.
لا بد من أن نشير إلى أن جميع هذه الكائنات التي تتبع استراتيجيات ذكية، تعمل على استهلاك ما تقوم بتخزينه تدريجياً ليبقى لديها طوال فصل الشتاء، فيحافظ بذلك على قوتها.
https://teketrek.net/en/the-galapagos-penguin/
حيوانات تدخل في سبات شتوي:
يتساءل العديد من الأشخاص عن الطعام الذي تأكله الحيوانات شتاءً وبشكل خاص تلك الحيوانات التي تدخل في ثبات شتوي، حيث يمكننا القول أن السبات الشتوي هو عبارة استراتيجية بيولوجية تلجأ إليها بعض الحيوانات، كآلية تساعدها في الحفاظ على حياتها خلال فصل الشتاء الذي يقل خلاله توافر الموارد الغذائية.
تتجلى هذه الاستراتيجية في تقليل الحيوان من نشاطه البدني، وبالتالي انخفاض معدل الأيض، الأمر الذي يقلل من حاجتها لاستخدام الطاقة، فهي بذلك تعتمد على المخزون الدهني الذي تملكه من الأيام الدافئة ولا تحتاج إلى الطعام بشكل كبير، أهم هذه الحيوانات هي الدببة والقنافذ التي تلجأ إلى تناول كمية كبيرة من الطعام قبل دخول فصل الشتاء، لتعتمد على الدهون المخزنة كمصدر يزودها بالطاقة خلال فترة السبات.
حقائق ممتعة حول غذاء الحيوانات في الشتاء:
سنزودكم في السطور التالية ببعض الحقائق الممتعة حول طريقة الحصول وتخزين الطعام الذي تأكله الحيوانات شتاءً:
السناجب الطيارة التي تقفز بين الأشجار في الأيام المثلجة بحثاً عن الجوز والبذور المخزنة.
القضاعة التي تعتمد في غذائها على الأسماك الموجودة تحت الجليد، إذ تقوم بكسره بواسطة أقدامها الحادة لتتمكن من صيد الفريسة.
الأرانب التي تعتمد في غذائها على الأغصان الصغيرة واللحاء، حيث تحصل عليها عندما تكون بقية النباتات مغطاة بالثلوج.
الدببة وهي من الحيوانات التي تعتمد في غذائها على الدهون التي خزنتها في جسدها خلال فصلي الصيف والخريف، لأنها في فصل الشتاء تدخل في مرحلة ثبات.
في الختام، يعد الطعام الذي تأكله الحيوانات شتاءً وطرق تخزينه من أبرز الأمور التي تؤكد دور التكيف في استمرارية الحياة البرية، وذلك من خلال الاستراتيجيات التي تعتمد عليها هذه الكائنات للتأقلم من الظروف المناخية القاسية، لذلك لا بد أن نحافظ على البيئة لنتمكن من دعم الحيوانات خلال فصل الشتاء، بما في ذلك الحفاظ على الموائل من التدمير والتلوث.