تعد تربية الحيوانات الأليفة من التجارب الشخصية التي تحمل لأصحابها الكثير من السعادة والفرح، وبشكل خاص عند إحضارها إلى المنزل، فهي تُضفي عليه لمسةً من الحيوية وتخلق بين الإنسان والحيوان رابطاً عاطفياً قوياً، بمعنى آخر هذه الحيوانات تمنح العلاقات والروابط الإنسانية أبعاداً جديدة.
لا تقتصر أهمية تربية هذه الحيوانات على الناحية العاطفية، بل تكمن أهميتها أيضاً في تعزيز الصحة الجسدية والنفسية، بالإضافة إلى دورها الكبير في تعليم الأطفال الانضباط وتعزيز حس المسؤولية لديهم، كل هذه المميزات تجعل من هذه الكائنات جزءاً رئيسياً حياة الكثير من الأسر.
في هذا المقال من teketrek، سنتعرف معاً على أشهر هذه الحيوانات وخصائصها، بالإضافة إلى فوائدها على الصحة الجسدية والنفسية لدى الأفراد، كما سنلقي الضوء على آلية العناية اليومية بها، والفرق بين تربية حيوان أليف في المدينة والريف، تابع معنا.
أشهر أنواع الحيوانات الأليفة وخصائصها
توجد العديد من الحيوانات اللطيفة الملائمة لكل شخص ونمط حياة، لتضيف إلى يومه مزيداً من الحيوية والسعادة، لذلك سنذكر لكم أشهر هذه الأنواع وأبرز الأنواع المرتبطة بها:
القطط
القط هذا الكائن اللطيف صاحب الفراء الناعم الذي يتمتع باستقلاليته وشخصيته المرحة والمحبة، تُعرَف القطط بقدرتها العالية على التكيف ضمن بيئة المنزل، وتعد من الخيارات المثالية للأشخاص الذين يرغبون في تربية حيوان أليف هادئ وغير متطلب، تشتهر بحنانها ونظافتها فهي تعتني بنفسها منذ الصغر، لذلك ترغب الكثير من الأسر في تربيتها.
الكلاب
تعد الكلاب من الحيوانات الأليفة التي يشيع تربيتها ضمن الكثير من المنازل حول العالم، تتميز بوفائها وإخلاصها لأصحابها فهي توفر لهم عامل حماية عند التعرض لأي خطر، أبرز ما يميزها أنه يمكن تدريبها للقيام بالعديد من المهام بدءاً من الدعم العاطفي وصولاً إلى الحراسة، من الجدير بذكره أن سلالات الكلاب تتباين من حيث الشكل والحجم والشخصية، الأمر الذي يجعلها ملائمة لمختلف الأذواق وأنماط الحياة.

الهامستر
الهامستر هذا الكائن الجذاب الصغير الذي يتميز بسهولة الاعتناء به، يرغب بتربيتها الأشخاص الذي يقطنون ضمن مساحات صغيرة، أو حتى للأطفال الذين يريدون تعلم طريقة رعاية حيوان أليف، تتميز بنشاطها في الليل وتتطلب قفص ملائم لقضاء أوقاتها الخاصة من نوم ولعب.
الطيور
الكناري والببغاوات هي من أجمل الحيوانات الأليفة التي يرغب الكثير من الأشخاص في تربيتها، وذلك لما توفره من صوت عذب وجمال جذاب، توجد العديد من الطيور التي تستطيع تعلم الكلمات والعبارات، الأمر الذي يزيد من التفاعل معها كالببغاوات، كما أنها تحتاج إلى مساحة للتفاعل والطيران، وتقديم الشراب والطعام المناسب بشكل منتظم.
بالإضافة إلى ما ذكرناه سابقاً لا بد من أن نشير إلى الأرانب التي تُعرَف بشخصياتها الودودة وفرائها الناعم، تعد رفيقاً مثالياً للأطفال، والأسماك التي يتم تربيتها في أحواض الزينة، تأتي بألوان وأشكال متنوعة وتضفي إلى أي منزل جمالية هادئة.
https://teketrek.net/the-grey-goose/
فوائد وجود حيوان أليف على الصحة النفسية والجسدية
وجود أي حيوان أليف في حياتك من شأنه أن يمنحك الكثير من الفوائد لصحتك الجسدية والنفسية، حيث سنوضح لكم ذلك في السطور التالية:
فوائد وجود حيوان أليف على الصحة النفسية
يتجلى الأثر الإيجابي لتربية الحيوانات الأليفة على الصحة النفسية للشخص الذي يقوم بتربيتها فيما يلي:
- الحد من القلق والتوتر إذ يتميز بأثره المهدئ على النفس، فوجود حيوان أليف بجانبك أو اللعب معه من شأنه أن يخفض مستويات هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر، كما يزيد من إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يحفز مشاعر الراحة والسعادة.
- مكافحة الاكتئاب فهي تمنح لصاحبها رفقة ودعم عاطفي يساعده في تجاوز الشعور بالوحدة والعزلة، فالاهتمام بالحيوان الأليف يجعل للشخص هدفاً ويمنحه شعوراً بالمسؤولية، مما يحسن من مزاجه.
- يزيد من الشعور بالفرح والسعادة بفضل تفاعلهم المحب واللطيف، وبشكل خاص عندما يتفاعلون ويلعبون معك.
فوائد وجود حيوان أليف على الصحة الجسدية
تتجلى أهمية تربية الحيوانات الأليفة عل. الصحة الجسدية فيما يلي:
- زيادة النشاط البدني فهي تحفز أصحابها على الممارسة المنتظمة للنشاط البدني، سواء كان ذلك من خلال اللعب في الهواء الطلق أو المشي بشكل يومي، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسمنة ويزيد من اللياقة البدنية.
- تعزيز النظام المناعي لجسم الإنسان، فالأطفال الذي يربون ضمن بيئات يتم فيها تربية الحيوانات الأليفة يكون نظامهم المناعي أقوى وأكثر مقاومة للحساسية.
- يخفض من ضغط الدم، فيساعد في وقاية الإنسان من مشاكل القلب والأوعية الدموية.
https://teketrek.net/corsac-fox/
كيفية العناية بالحيوانات الأليفة يومياً
عند تربية أي حيوان أليف في منزلك يجب منحه رعاية يومية ومستمر لضمان صحته وسعادته، فيما يلي سنذكر أبرز الجوانب التي يجب الاهتمام بها:
- الاهتمام بالنظافة من خلال منحه حمام مناسب بشكل منتظم، تبعاً لنوع الحيوان واحتياجاته باستخدام شامبو ومنتجات ملائمة لنوع الشعر والبشرة، بالإضافة إلى العناية بصحة الفم من خلال تنظيف الأسنان باستخدام فرشاة ومعجون خاص بالحيوان الأليف، مع قص الأظافر للحفاظ على صحة الأقدام ومنع حدوث إصابات.
- العناية بالتغذية من خلال تقديم غذاء متوازن مكون من مختلف العناصر الغذائية الهامة للحفاظ على صحته وسلامته، حيث يمكنك التواصل مع الطبيب البيطري للحصول على نصائح جديدة، بالإضافة إلى تقديم الوجبات الغذائية في مواعيد ثابتة يومياً، ولا تنسى توفير الماء العذب ضمن أواني نظيفة بشكل يمنع انتشار الأمراض.
- التنزه بشكل يومي لممارسة الرياضة والتفاعل الاجتماعي للحفاظ على لياقتها، مع توفير الألعاب التفاعلية كالألعاب القماشية والكرات، الأمر الذي يحفز عقله ونشاطه البدني، بالإضافة إلى التفاعل الاجتماعي مع الحيوانات الأخرى أو البشر.
- تقديم الرعاية الصحية من خلال زيارة الطبيب البيطري بشكل دوري لإجراء الفحوصات اللازمة، والوقاية من الطفيليات عن طريق استخدام أدوية وقائية ضد القراد والبراغيث والطفيليات، مع ضرورة ملاحظة أي تغيرات سلوكية أو صحية، كحدوث تغير في النشاط أو فقدان الشهية.

الفرق بين تربية حيوان أليف في الريف والمدينة
الاستراتيجيات التي يتطلبها تربية الحيوان الأليف في المدينة تختلف عن تلك التي يجب اتباعها في الريف، إليكم فيما يلي أبرز أوجه الاختلاف:
المساحة والحرية
في الريف تتوفر مساحات واسعة ومفتوحة تتيح للحيوانات الأليفة إمكانية التنقل بحرية، وبشكل خاص الكلاب التي تستمتع بالتجول والركض في الغابات والحقول، الأمر الذي يعزز صحتها النفسية والبدنية، أما في المدينة تكون المساحات مقيدة، حيث يلجأ أصحاب هذه الحيوانات إلى مساحات اللعب المخصصة والحدائق العامة، على الرغم من احتوائها على خدمات واسعة مثل مراكز التدريب والعيادات البيطرية.
الرعاية والموارد
تتميز رعاية الحيوان الأليف في المناطق الريفية بأنها أكثر تحدياً، بسبب بعد المسافات عن مراكز الطوارئ والعيادات البيطرية، حيث من الممكن أن يحتاج أصحابها بشكل رئيسي على خبرتهم الشخصية أو الموارد المحلية المتاحة، لكن لا يمكننا أن ننسى البيئة الطبيعية والهواء النقي الذي يعزز صحتها بشكل كبير، أما في المدينة يمكن الوصول إلى الموارد الغذائية المتنوعة والخدمات البيطرية بشكل أسهل، حيث يمكن لأصحابها الاستفادة من المحلات المخصصة لها والخدمات البيطرية اللازمة.
التفاعل الاجتماعي
التفاعل الاجتماعي للحيوان الأليف قد يكون محدوداً في الريف بشكل أكبر بسبب بعد المسافات بين المزارع والمنازل، أما تفاعل الحيوانات فيما بينها ومع البيئة الطبيعية يكون بشكل أكبر، أما في المدينة يكون التفاعل الاجتماعي أكثر حيوية وتنوع، الأمر الذي يطور من مهاراتها الاجتماعية.
في ختام حديثنا عن الحيوانات الأليفة، يمكننا القول أن تربيتها سيضيف إلى الحياة اليومية مزيداً من الدفء والحب، الأمر الذي يحسن من جودة الحياة، فهي تقدم الدعم العاطفي لأصحابها وتخلق معهم روابط قوية، بالإضافة إلى دورها الهام في تعزيز الصحة الجسدية والنفسية لمختلف الفئات العمرية، إذاً هي شريك ممتع في رحلة الحياة.